ثلاث اشهر من ممارسة الرياضة


بدايتا وقبل الدخول في صلب الموضوع.. لست هنا بصدد القاء مسائل علمية او حتى ان ادعي المعرفة في هذا المجال او اعتبر نفسي مدرب رياضة وانما توجهي ان يكون الكلام حول هذا الموضوع مجرد خطاب تحفيزي ليس الا، ودائما تبقى المسألة لا تتعدى كونها مشاركة تجربة شخصية لعلها تكون ذو معنى أو فائدة لمن يراها كذلك.


وقد تكون ثلاث اشهر التي قضيتها قليلة مبدئيًا على ان اشرع في الكتابة حول هذا الموضوع الا ان التغيير الحاصل سواء على نفسيتي وشخصيتي او حتى طريقتي في التفكير و جسدي بالاساس هو ما حثني فعليًا على هذا الأمر، لكن قبل البدء دعوني اضعكم في سياق زمني حتى تكون الامور فكريًا مرتبطة و ذو سياق منتظم؛ بدئت امر الالتحاق بصالة الرياضة كفكرة مبدئية تجول في خالدي كل يوم وليلة خصوصًا في الفترة التي عرفت فيه بلادنا "المغرب" الحجر.. ومنع التجول وغيره من الامور الوقائية من تفشي الفيروس المعلوم، او حتى قبلها كلما تأملت حالى ولم ارتح لما آلت اليه الامور، فالانقطاع عن الرياضة او حتى منع ولوج قاعات الرياضة امران لا شيء اسوء منهما.


الى ان تخطيت هذه العقبة بعد زواجي بأيام خصوصا مع اعلان فتح قاعات التدريب والعودة التدريجية للحياة السابقة، فكانت المفاجئة ان ايقاع التحدي كان اكبر حين صعدت عرش الحقيقة و اكتشفت ان وزني اصبح 81 كيلو جرام، من اصل 75 كيلو جرام، وهذا ما لم اكن اتوقعه او حتى اتخيله، فعلى العموم كنت اتخيل الامور ابسط من ما هي عليه، بضع نشاطات و تزول الامور الغير مرغوبة، لكن كما يقال (رب ضارة نافعة)، فدائما على الانسان ان يحاول قلب الموازين الى صالحه الى ما يؤول لمنفعته من تطوير ذاته ونفسيته ويستفيد بذلك من اخطاءه فكما يقال.. (التاريخ يعيد نفسه)، وعليه انقل تجربتي المتواضعة في هذا الباب آملا ان تعم بها فائدة او حتى تمتع قراءة.


وحتى قبل الشروع في التدريب خلصت الى ضرورية التخلص من العشوائية، بحث جلست و نفسي احاول وضع الامور في نصابها بتحديد الغاية من ممارستي لرياضة كمال الاجسام (Fitness) وكذا تحديد الوزن المرغوب فيه، حيث حددت مبدئيًا 70 كيلو جرام،(اي علي التخلص من 11 كيلو جرام) ومن تم الخروج بطبيعة النشاطات الرياضية وكذا نوعية الاكل و ضبط عدد السعرات والعمل على الالتزام بها.


التحقت بنادي رياضي قريب من حينا و عمدت الى حساب السعرات الحرارية حيث كان من المفترض ان يستهلك جسمي ما يقارب 2900 سعرة حرارية، فخلصت الى ان تخفيضها سيدفع الجسم الى استهلاك الدهون المخزنة داخله وكنتيجة لهذا وزن انحف، ولتحقيق هذه الغاية كان من الضروري اعادة النظر في النضام الغدائي والخروج بنظام يحترم هذه الضوابط، فطرحت كل المسلمات المنزلية (نظام الاكل) ولجئت لما تسميه زوجتي نظام العقوبة، اي الاكتفاء بوجبتين في اليوم فقط.


لن ادخل في تفاصيل التغذية فهذا الباب يحتاج لتفصيل اكثر ووقت اطول و لكن ساكتفي بذكر اهم عامل مشترك لخفض الوزن، بحيث تخلصت نسبيا في جميع الوجبات من السكر، واستبدلت بمكانه دهون صحية مصدرها الافوكادو، وزيت الزيتون، حتى اني استغنيت على جميع مصادر النشويات تقريبا من غير الالتزام بقطعتي التوست كل يوم على الافطار.


"تحرك وصنع فارقًا، فالحياة قطار لا يتوقف."


ببساطة.. 


قبل الالتحاق باي نادي رياضي اهتم اكثر بالجانب النفسي و ابدأ بتحديد الاولويات و الغاية من التدريب، ضع اهداف معقولة وقابلة للتحقيق، لا تعتمد على نتائج الاخرين فهم مختلفين كليًا عنك، حدد اهداف بسيطة وتدرج في تحقيقها حتى تصل لاهداف اكبر فاكبر ولا تستعجل فما تراه سواء في الصور او المجلات وغيرها من البرامج لا يعكس باي شكل من الاشكال دائما ما تتصور، فيا ان يكون المثال الذي تراه او تقتدي به تعب كثيرا للوصول الى النتيجة التي تطمح اليها من خلاله، او انه استعمل امرر لا ينصح باستعمالها وطبعا لكل اسبابه وضروفه، لذى استمع الى الصوت الذي بداخلك وآمن بقدراتك وعمل جاهدًا.


ثانيا، انظم الى الصالة التي تناسبك فلكل فرد مكوناته وخصائصه فقد تقبل ما لا اقبل واقبل ما لا تقبل، والغايات كما قلنا تختلف، لدى دعك من الناس وشأنهم و انظم لصالة التي تحقق غايتك ولا تترد في استبدالها ان ظهر العكس، فانت الاهم والباقي مجرد عوامل تساعدك لتحقيق ما تطمح اليه. 


ثالثًا، راجع النظام الغدائي الذي كنت تعتمد عليه واستبدل ما امكنك استبداله وحاول ان تكون اكثر توسع واطلاع في هذا المجال واستبدل ساعاتك الطويلة في الدردشة الفارغة إلى البحث والتواصل حول هذه المسائل وعلم دائما ان نصف الطريق مرهون بنجاح هذا الباب.


رابعًا، دعك من تشتت بين انواع النشاطات المتاحة على الإنترنت، وركز اكثر على مدرب واحد او إثنين على الاكثر، لا ترهق نفسك كثيرا في البحث فالأمور معلومة، كارديو اكثر من اي نشاط ان كانت الغاية التنحيف والعكس في حالة كانت الغاية اكتساب العظلات.


خامسًا، لا تربط تدريبك بأي شخص..، بالرغم من ان وجود شخص ثاني معك في التدريب يساعد في اكتساب نشاط اكبر وتحمل اكثر، الا انه قد يكون في بعض الحالات مصدر لتشتيت الانتباه و التراخي...، كالتقليل من مدة نشاط الكارديو ليكون التدريب متلائم مع الطرف الثاني...، او حتى التأخر في بعض الاحيان عن المواقيت المحددة للتدريب، وهذا امر غير مرغوب، فيا ان يكون الصديق عون لك والا فلا داعي.


سادسًا، لا تكترث اكثر لما يقال لك، احيانا يقدم لك البعض نصائح حول تدريبك، وهذا امر جميل صراحة الا انها تبقى مسألة تخصك، فالنصيحة تبقى نصيحة ولا احد يحملك على شيء لا يلائم خصوصياتك، لكن تقبل النصيحة وكن شاكر، فالامر كأن يُقال لك مثلا (من الافضل تأخير تمارين الكارديو الى النهاية، وبدء برفع الاوزان لاستفادة العضلات اكثر) وهذا امر صحيح ولا شك فيه طبعا بعد البدء بتمارين كارديو خفيفة، الا انها تبقى مسألة اولويات فإن كانت الغاية انقاص الوزن فمن الاولي البدء بنشاطات الكاردو واعطائه الحيز الاكبر لانه الاساس من التدريب ثم حمل الاوزان فيما تبقى من الوقت.


سابعًا، لا تقحم نفسك في نصيحة احد الا ان كانت الغاية ملحة لذلك، كان تراه يحمل الاوزان بشكل مائل او اي شيء من هذا القبيل، فالبعض سبحان لله لا يتقبل ان يراك ناصحًا كما لو انه يستصغرها منك، وفي الغالب لا يتقبلها ولا يعمل بها و بالتالي من الافضل التركيز على تدريباتك.


ثامنا، حاول من حين لآخر الخروج الى الفضائات الخارجية لممارسة الرياضة لتكسير الروتين وتغيير الجو، فهذا قد يساعد حقا في الإنضباط واكتساب التوازن للإستمرار في ممارسة الرياضة بنشاط كامل، كما لابد من بعد كل هذا الإلتزام بالمواقيت خصوصا وقت النوم والعمل على الإستيقاض باكرا.


أخيرًا، كن كثير السؤال حين يتعلق الامر بجهلك عن طريقة التدريب، لا تخجل أبدًا من السؤال، فلا احد كما يقال يولد يعرف من الاساس، كلنا نتعلم ولا حرج في السؤال عند الحاجة.


بالنهاية


ادخل في غمار هذه المغامرة بشغف ولا تكلل ولا تمل من ممارسة الرياضة، فالامر مطلوب والقضية مسألة صحة، و اولوية لعيش حياة أفضل، فأما بالنسبه إلي فقد حققت أحد أهدافي وهو الوصول لوزن 69 كيلو جرام، في إنتظار الوصول للهدف الجديد في أقرب وقت بإذن لله.

2 تعليقات

إرسال تعليق
أحدث أقدم