عن استعمال مواقع التواصل الاجتماعي


جل الناس على ما اظن في مرحلة ما او لحدود الساعة استأسرت مواقع التواصل الاجتماعي على جزء كبيرا من حياتهم، و اصبحت ملاذً يقضون فيه حياتهم اليومية بتفاصيلها؛ من لقاء الاصدقاء والحديث معهم وغيرها من الانشطة التي من المفترض حدوثها على ارض الواقع، حتى اصبح الامتناع او التقليل من استعمالها امر غير طبيعي واستخدامها امر عادي ومتداول (À Jour)، وهذا الانتقال حقيقتا امر خطير جدًا لكونه يقوم بتكتيف الانشطة الطبيعية في حياة الانسان ويقلل منها او اعدامها في بعض الحالات، و حتى ذهب الامر بالبعض الى اختلاق بعض الانشطة فقط من اجل التباهي والإستعراض وكأن الحياة الواقعية اصبحت مجرد وسيلة لعيش حياة اخرى افتراضية، والاعمق والاخطر من ذلك ان المستعمل وبدون احساس منه يتحول من مجرد مستخدم الى سلعة تباع وتشترى، بحيث ان مجانية الاستعمال ثمنها ان تدفع وقتك وبيناتك الشخصية كذلك كمقابل، فهل حقا تستحق هذه المواقع ان تدفع معلوماتك ووقتك ثمنا لاستعمالها؟


على العموم انا لست هنا لاقول باي شكل من الاشكال ان نمتنع على استخدام هذه المواقع بشكل كلي، فهذا امر اصلا غير مقبول علاوة على انه امر بالغ الصعوبة ان لم اقل مستحيل، فقد اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ضمنيا من بين الضروريات في حياة الإنسان واقصد هنا لاصحاب المتاجر والمحلات وغيرها ممن تدر عليهم هذه المواقع دخلا او تساهم بشكل من الأشكال في ذلك، لكن هذا طبعًا بعد ان يتم تحسين طريقة التعامل معها وظبط اوقات الدخول اليها واغراض استعمالها.


مصدر للتشتت..


قد لا انتهي عند احصاء سلبيات هذا الموضوع بالذات سواء كان على صحة الانسان ومزاجه او غيرها من الامور فـ التقيد بهذه الوسائل يضعف رغبة الشخص في ممارسة الرياضة، او حتى الخروج للإستجمام وغيرها من الانشطة، والغريب انك حين تسأل مدمني هذه المواقع عما يستفيدون من ساعاتهم الطويلة في تصفحها! يكون الرد: لا شيء!، وهذا حقا امر غريب بحيث نبيع اعمارنا ومعلوماتنا الشخصية بلامقابل، وهنا بالذات على المستهلك ان يطرح هذا السؤال: كيف أتصفح مواقع التواصل الإجتماعي وأضمن استفادتي؟


و على العموم طرق الاستفادة المادية من هذه المواقع متعددة، كالتجارة من خلال Market Place او عن طريق صفحة مستقلة واستعمال الترويج وغيره من الامور المتاحة، و المواضيع في هذا الباب كثيرة على الشبكة العنكبوتية، فأما العملية، فبتنظيم وقت لإتباع الدروس والمحاضرات بشكل منتظم ومؤطر، فيبقى السؤال المعلق هو؛ كيف انظم وقتي في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي؟ 


  • اولا، تحديد اهداف الدخول، فتحديد اهداف الدخول لمواقع التواصل الاجتماعي كفيل ان يحصر عقلك من التشتت باتباع مواضع غير مرتبة او غير مرغوب فيها بالاساس وبالتالي اهدار وقت اطول في تصفحا وعليه فيعد تحديد الاهداف من اهم الاولويات خلال تصفحك لهذه الاخيرة فهذا يجعلك تفكر بشكل مركز وعقلاني وبالتالي ربح المزيد من الوقت لتحقيق مصالح أخرى في الحياة.

  • ثانيا، تدبير الفراغ، تعد هذه النقطة من اهم النقاط في هذا الموضوع، فمن بين المشاكل التي يعاني منها الانسان في الحياة عامة هوالفراغ، وهنا اتحدث بالتحديد عن فراغ الجدول اليومي من الانشطة التربوية و الاجتماعية وغيرها، وهذا النقص حقًا من اهم الاسباب في ادمان البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، وعليه يعد الانخراط في العمل الجمعوي والحملات الخيرية او حتى الانخراط في صالة الرياضة وغيره حلا ناجعا للابتعاد او التقليل من استعمال هذه الاخيرة.

  • ثالثا، استعمال البريد الاكتروني، الكثير منا يتوفر على بريد الكتروني، لكن في اغلب الحالات تبقى استعمالاته قليلة جدا ونادرة، والسبب المباشرفي هذا الامر هي مواقع التواصل الاجتماعي فسرعة الرد والاستجابة فيها تجدب الاشخاص لاستعمالها ضنًا منهم انها تلخص الوقت والجهد لكن في الحقيقة العكس صحيح فالرسمية والنظام الذي يتميز به البريد الالكتروني اكثر مساهمة في ربح الوقت واكثر دقة بحيث تكون ملخص واكثر وضوح في تواصلك من الاخرين.


بالنهاية 


الموضوع حقا يستحق نظرة اخرى، وتجديد العهود مع الذات والنفس، والتفكير العقلاني، فالوقت اهم من ان يهدر سدى، فالحياة واحدة والانبعاث بعد الهلاك مستحيل، وهذه المواقع رغم منافعها الا انها تبقى اكبر سبب في فشل حياة الكثيرين، وعليه وجب الحيطة والحذر وخاصةً بالنسبة للمراهقين و للاباء على أبنائهم، فالموضوع لا يستصغر ولا يستهان به. 

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم