الزواج، والبداية من جديد


14/09/2021، قد اقول انه الحدث الاعظم في حياتي لحدود الساعة، الحدث الذي لاطالما انتظرته ونسجت مخيلتي تفاصيله الدقيقة كل يوم، ليس الاعظم لكوني خرجت من العزوبية أو لأني أصبحت أضع بين أصابعي خاتم له معنى.. وانما لاتمام مقصد بالغ الاهمية في حياتي عامةً.


وقد نختلف انا وانت في تفاصيل الامور فلست ملزما ان تاخد الامور بعين بصيرتي ففي النهاية هذه الافكار تبقى افكاري وقناعاتي الشخصية لا غير واخراجها وصياغتها في جمل وكلمات لا يعني باي شكل من الاشكال ان تلتزم بها او تراها قدوة ما لم ترى في ذلك ايّ اشكال ان تأخد من كلامي ما يفيدك وتتغاضى عما لا يناسبك فلكل ميزانه يقيس به ما ينفعه مما دون ذلك، او كان قول ان حالتي تنطبق 100% على جميع حالات الزواج فكلٌ وشخصيته وكل وشريك حياته واسلوب معيشته.


الاستقرار المادي و النفسي


تعمدت في الحقيقة البدء بهذا الجانب فهو الجانب المظلم من كل قصة نجاح (الجانب المادي) والرادع لكل امر جميل في نظر البعض، لكن الغريب في الامر ليست المرة الاولى لي التي ارى انه مجرد غلاف واهٍ يرعب ذوي العزائم الضعيفة وملاذ من يتهرب من مواجهة الواقع والبقاء في منطقة الراحة، فمن منا يفضل العناء الطويل على الراحة وخلو البال من هموم الدنيا وتكاليفها؟ ولكن إلى متى ستبقى هكذا دون حركة دون الدخول في غمار مغامرة جديدة؟ 


الزواج حقيقةً من أكبر المغامرات في الحياة، سواء كنت مكتفي ماديا ام لا، برغم من ان هذا الاكتفاء امر نسبي يختلف من شخص لاخر حسب احتياجاته الشخصية وتطلعاته المادية الصقة بافكاره، الا انه يبقى فعليا من اكبر المغامرات التي تستطيع تجربتها فهو المشروع الذي لا يحتاج الانسان فيه الى مقومات تدرس او تعطى كأفكار جاهزة او ما يبنى عليه الأساس (رأس مال)، وعليه قررت شخصيًا الدخول في غمار هذه المغامرة بما لدي من مؤهلات متاحة بين يدي مُقدرا ما لدي مشحونًا بالإيمان والطاقة الايجابية على أن القادم أفضل عاملا بهذا الاساس.

يقول سبحانه : (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، «سورة النور: الآية 32» 


طيب لنقل ان الشق المادي لم اعطه الكثير من حيز التفكير، فما تأثر الزواج على مزاجي ونفسيتي؟ على عكس تماما فما ذكرته سابقا.. ان من يفضل الراحة يرح نفس من عناء التفكير في حيثيات الزواج وتوابعه.. قد لا يصل فعليا الى الراحة النفسية كما هو متصور، فالانسان مجبول على التفكير وعليه يعد عاقل، اللهم ان كان قلبه ميت، فالإنسان يفكر اصلا قبل الزواج ويرى التزاماته رادعا يمنعه منه.. عوضا عن التفكير الدائم في مسائل اخرى.. وعليه خلصت الى ان الحد من مصادر تشتت ذهني بالخوض في التطبيق عوض حصرها داخلي وابقائها في الخفاء.  


و كنتيجة لهذا تخلصة من الكثر من المواريث الاجتماعية او ما تسمعه الاذن حول هذا الموضوع و المغالطات السائدة في المجتمع مما يُكسب الخوف والرهبة من الزواج ك الايمان بأنه يحتاج للكثير من المال أو كأن المرأة كائن يحتاج للكثير من الطاقة للتعامل معها وغيرها مما يتداوله الناس من مغالطات في حين لا شيء من ذلك صحيح 100%، و حقيقةً هذا الباب بالتحديد ما احمد الله عليه واشكره، تخلصت من كل هذه الامور بتاكيد عكسها وعليه اصبحت اكثر ثقة بنفسي واكثر ايجابية وراحة مما جعلني اكثر قابلية و في غاية الاستعداد لمواجهة كل مصاعب الدهر دون كلل.


التنظيم و العادات السيئة؟


و من منا ينكر عاداته السيئة سواء قبل الزواج او بعده.. فالانسان كلما طال وجوده في الدنيا لا يمكن ان يكون دون اغلاط او عادات قد لا يستحسنها الطرف الثاني او هو نفسه، ومما كنت عليه اني اكثر من الصهر ليلا سواء بالعب من الاصدقاء او بمشاهدة مقاطع فيديو الى ساعات متاخرة من الليل فلا عجب في ذاك بعد قضاء ساعات طويل في العمل فالنفس تميل الى القليل من المتعة بعد يوم مليء بالتعب، كما اني كنت اهمل قليلا غرفتي كلما كثرت علي الامور فلا اقوم بترتيبها الا حين اكون في مزاج يسمح بذلك وهذا غلط بالطبع، و الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي واهمال الرياضة وغيرها..


و الغريب اني بعد زواجي اقلعت تماما على كل هذه العادات واصبحت اكثر نشاطًا وقد ابسط لكم جل التغيرات الطارئة على شخصيتي في النقاط التالية:


  1. اصبحت مدمنا على الرياضة؛ نعم، الزواج حفزني على ممارسة الرياضة.
  2. ثانيا، اصبحت اكثر اهتماما بالتغذية الصحية، فما اجمل اقتران الرياضة بالتغذية الصحية.
  3. اكثر تنظيما لوقتي، على عكس ما كنت عليه اصبحت اكثر تنظيما لوقتي بحيث ادخر وقتا للعائلة والاقارب كما خصصت وقتا للمتعة واللعب وكذا الجوانب التعبدية وغيرها من الامور اليومية. 
  4. اصبحت اكثر اهتماما بالجانب التعبدي، فلا معنى لكل هذا ان لم يكن لزواج تأثير على هذا الجانب بالخصوص.
  5. المواظبة على تنظيف البيت، وبالاخص المطبخ خصوصا بعد تسلطي عليه والدخول فيه كشريك ثالث 😂.
  6. سادسًا، الاهتمام بمظهري اكثر ليكون لائقا بي كمسلم اولا ثم كزوج واب مستقبلا.
  7. اصبحت اكثر اعتمادا على نفسي ومتعاونا.
  8. اخيرا، التركيز اكثر؛ بحيث اصبحت لا ادخل في اي مشروع لا استطيع اتمامه سواء كان تصميم موقع او غيره من المجالات التي اتقن، وبالتالي التركيز فقط على المشاريع التي استطيع انهائها و اعطاءها الوقت والجهد المتاح لها كهذا الموقع او المدونة سمها كما شئت.


ما لم استطع التغلب عليه للآن؟


لحدود الساعة وبالرغم من كل هذه الانجازات والفوائد الذي عَمّها لله علي بأخذي هذه الخطوة، لم اتوفق بعد لزيادة بعض الانشطة الضرورية في حياة الانسان المثقف كالانتظام على القراءة، سواء كان قرآن رواية او كتاب...، وكذا الاتزام الفعلي بالأوقات والجوء للبريد الإلكتروني عوض مواقع التواصل الإجتماعي للتواصل وغيرها من الامور الدقيقة والتي لابد لي من التغلب عليها واصلاحها.


البداية من جديد؟

وعلاقةً بالعنوان فالبداية هنا معناها بداية كل شيء من جديد  Restart، فهو الامر ذاته حين تذهب لعامل الصيانة لتقوم باعادة ظبط محرك سيارتك اوغيرها تمامًا، ليكون كل شيء منتظم في حركة منسجمة دقيقة و محكمة، ولا انسى كذلك العودة للتدوين بعد انقطاع لربما دام لاكثر من 6 سنوات بالرغم من ان الامر هنا يختلف تمامًا عما سبق لكن يبقى الامر سيان فالتدوين تعبير عن مشاعر الانسان ورأيه ومواقفه وإن كان التوجه مختلفة.


بالنهاية، هل سأبقى هكذا أم لا؟


لا اعلم صراحتا هل سابقى هكذا ام لا لكن ما انا متأكد منه يقينًا ان الحالة التي اعيش عليها اليوم تناسبني جدا خصوصا بعد التخلص من الاوهام المكتسبة طوال هذه السنين التي عشتها عازبًا، والاكثر من هذا اصبحت مغرما بحياتي هذه واحاول التطوير منها قدر الامكان وتربية الابناء عليها ان كتبهم لله لي يوما.. وعلى العموم كما قلت سابقًا كل هذا يبقى من منظوري الشخصي و حالتي الشخصية وقد تكون حالة ناذره واستثنائية.

1 تعليقات

إرسال تعليق
أحدث أقدم